السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم بارك الله فيك
يوجد لدينا بالقسم الاسلامي موضوعا بعنوان البطـاقه المحمــديـة لرسولنا الكريم عليه افضل
......................... ........................
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- خطأ ما قيل في مكان ولادته عليه الصلاة والسلام ، فليس صحيحا أن مكان مولده عليه الصلاة والسلام في مكان المكتبة الواقعة الآن شرق المسعى ، ومن قال بذلك فعليه الدليل على صِحّة قوله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام يوم حجة الوداع حينما سأله أسامة بن زيد بن حارثة فقال : يا رسول الله أتَنْزِل في دارك بمكة ؟ فقال و: هل ترك لنا عقيل مِن رباع أو دُور ؟ رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية البخاري : قيل للزهري : ومَن وَرِث أبا طالب ؟ قال : ورثه عقيل وطالب .
وعند مسلم : وكان عقيل وَرِث أبا طالب هو وطالِب ، ولم يرثه جعفر ولا عليّ شيئا ؛ لأنهما كانا مسلمين ، وكان عقيل وطالب كافرين .
فإذا كان بيته عليه الصلاة والسلام لم يبق فهل يُقال ببقاء مكان مولده ؟ أو معرفة أين وُلِد عليه الصلاة والسلام ؟
ولو كان هذا الأمر مما يجدر العناية به لكان الصجابة رضي الله عنهم أوْلى الناس بذلك ، كيف لا ، وهم الذين سطّروا ملاحم الحب والبذل والتضحية له عليه الصلاة والسلام ؟
2 – خطأ ادِّعاء أن تاريخ ميلاده عليه الصلاة والسلام : 12 ربيع الاول الموافق 2 / 4 / 571 ميلادية ؛ لأنه لم يثبت كون يوم ولادته في ذلك اليوم على وجه التحديد ، ولم يكن للعرب عناية بمعرفة التواريخ ، وقد اختُلِف في سَنَة وِلادته فَضْلاً عن إثبات اليوم والشهر الذي وُلِد فيه عليه الصلاة والسلام .
مع ما ناقضوا أنفسهم به عن طريق الخطأ بقولهم (تاريخ صـدورها : 611 ميلادية / 40 قبل ألبعـثة ، عام الفيل) فَعَام الفيل ليس هو (611) !
ومن الخطأ التوريخ بالتاريخ الميلادي ! وترك تاريخ هجرته عليه الصلاة والسلام .
3 - ميمونة بنت الحارث ليست ابنة ملك اليمن ، وإنما هي مَيْمُونَة بِنْت الْحَارِثِ الْهِلالِيّةَ .
4 – (رقم البطاقة : ( 25 ) خاتم الانبياء والمرسلين {25 } عـدد الانبياء)
فإن الأنبياء أكثر من ذلك بكثير ، فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم وابن حبان من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم ، مُعَلَّم مْكَلَّم . قال : كم بينه وبين نوح ؟ قال : عشر قرون . قال : كم كان بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون . قالوا : يا رسول الله كم كانت الرسل ؟ قال : ثلاث مائة وخمس عشرة جماً غفيرا .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح .
وقال الألباني : أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " ... ثم قال بعد أن ذَكَر إسناده : و هذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي ، و هو ثقة ثبت . اهـ .
وسبب هذا الخطأ أن الأنبياء الذين ذُكِروا في القرآن هم (25) نبيا .
وقولهم : (سـريـة من السـرايا) ، الصواب : سُرّيّة من السراري .
وسبق :
هل جميع المعلومات بموضوع (50 معلومة عن الرسول صلى الله عليه وسلم) صحيحة ؟
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
فتوي اهل العلم على البطاقة المحمدية
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى على كل من له أدنى علم بنصوص الشرع الحكيم أن الله تعالى قد أمر بتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم وتوقيره، وأنه نهى عن كل ما يحط من قدره أو ينقص من شأنه، ومن أدلة ذلك ما يلي:
• أولا : قول الله تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الأعراف 157}. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار ) اهـ من كتابه " الصارم المسلول على شاتم الرسول ".
• ثانيا : قوله سبحانه : لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً { النور 63} .
قال قتادة – رحمه الله - : أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يبجل، وأن يعظم، وأن يسوَد. اهـ. من تفسير ابن كثير.
• ثالثا : قوله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ {البقرة:104}.نقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أرعنا. على جهة الطلب والرغبة ـ من المراعاة ـ أي التفت إلينا، وكان هذا بلسان اليهود سباً،أي اسمع لا سمعت، فاغتنموها وقالوا : كنا نسبه سراً فالآن نسبه جهراً، فكانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويضحكون فيما بينهم، فسمعها سعد بن معاذ وكان يعرف لغتهم، فقال لليهود : عليكم لعنة الله ! لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، فقالوا :أولستم تقولونها ؟ فنزلت الآية، ونهوا عنها لئلا تقتدي بها اليهود في اللفظ وتقصد المعنى الفاسد فيه. اهـ.
وبناء على هذا فلا يجوز للمسلم أن ينتهج من الأقوال والأفعال ما لا يليق بمقام النبوة. وهذا الكتيب المسمى "جواز سفر الرسول صلى الله عليه وسلم " قد علمنا أنه بطاقة تعريفية على شكل جواز السفر تعرف برسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهو على فرض صحة كل المعلومات التي فيه، لا يليق استخدام نهجه كأسلوب في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إننا لا نسلم بصحة كل المعلومات التي فيه، وأوضح دليل على ذلك أننا علمنا أن صاحبه وضع فيه ما أسماه " الرقم العالمي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم " فمن أين له ذلك ؟.هذا بالإضافة إلى أن اتباع مثل هذا الأسلوب في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح الباب على مصراعيه لمن يريد أن يتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم غرضا يجني به مالا أو شهرة أو غير ذلك من حطام الدنيا، فما يدرينا أن يأتي يوم يخترع فيه أحدهم صورة يزعم أنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيثبتها في هذا الكتيب أو غيره، ويجد من يفتيه ويسوغ له هذا الفعل ويوجد له المبررات الشرعية - حسب زعمه- ... وهكذا.
فالذي نراه عدم جواز بيع هذا الكتيب أو شراؤه أو الترويج له . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم